أثر الحروب في تدمير البيئة

وكان تأثير الحروب على تدمير البيئة ملحوظاً، وتسببت في خسائر فادحة عديدة للدول التي خاضت عليها الحروب، وذلك بسبب استخدام الجيوش الحربية للكثير من المواد الكيميائية والمواد المشعة والغازات السامة. ولذلك تعتبر الحروب من أكثر أسباب تدمير البيئة والتربة والمياه والأراضي الخصبة. خلال موقع في الموجز سنشرح بالتفصيل تأثير الحروب على تدمير البيئة.

تأثير الحروب على تدمير البيئة

تؤدي الصراعات بين الدول المختلفة إلى قيام الحروب بين الجيوش والقادة العسكريين، ومن ثم يكون تأثير الحروب في تدمير البيئة ملحوظًا، ولا يقتصر الأمر على البيئة فحسب، بل يتسبب أيضًا في تدمير مئات الأرواح، ونوضح هذا التأثير بالتفصيل عبر السطور التالية:

1- انهيار البنية التحتية

هناك بعض الجيوش التي تهدف إلى تدمير البنية التحتية للبلاد بهدف جعل الحكومات غير قادرة على تتبع الخسائر والتعامل معها. إنها تستهدف المباني المهمة والجسور والطرق الجديدة والمرافق العامة مثل محطات المياه ومحطات الطاقة وشركات الكهرباء وغيرها، والوكالات الحكومية المهمة مثل المحكمة أو قوات الشرطة أو مكتب التسجيل.

وتؤثر هذه الخسائر على البيئة، كما تؤثر محطة المياه على نوعية المياه وتعيق إيصالها إلى المنازل. إذا كان لا بد من تخريب مصنع كيميائي، فإن ذلك يؤدي أيضًا إلى تسرب مواد سامة إلى الأرض المحيطة بالمصنع وينتهي بها الأمر هناك. في مرحلة ما غير صالحة للزراعة أو البناء.

2- تغير عدد من الكائنات الحية بيئتها

يتبع الجنود والطائرات المقاتلة أساليب معينة للانتقال من مكان إلى آخر مما يؤثر على مختلف الكائنات الحية من نباتات وطيور وحيوانات حيث تلجأ هذه النباتات إلى تغيير مواقعها بسبب عدم الشعور بالأمان.

3- تدمير الموائل

إن انتقال العديد من الأفراد والعائلات من المكان الذي تدور فيه الحرب والاضطرابات إلى مكان آخر يشكل ضغطاً على موارد الموائل في المكان الجديد ويتسبب في الصيد الجائر وتلوث المياه والهواء والأراضي الزراعية وإحداث النفايات وتدمير الموارد كما نتيجة للضغط الشديد الذي يمارس عليه.

4- زيادة الإنتاج

ولدعم المجهود الحربي يمكن زيادة الإنتاجية في القطاعين الصناعي والزراعي وفي مصانع المواد الغذائية لتلبية كافة المتطلبات. كما يمكننا اللجوء إلى التأثير على البيئة لتعويض هذه الاحتياجات في أسرع وقت ممكن، مثل قطع الأشجار.

5- الإضرار بالموارد المائية

أثناء الحروب النووية، يتم تغيير المياه الموجودة في المفاعل النووي بين الحين والآخر، وإذا انتهت تلك المياه إلى المجاري أو الأنهار أو البحيرات الصالحة للشرب، فإنها تتسبب في تلف المياه بسبب المواد المشعة والقضاء على إمدادات المياه.

كما يمكن لهذه المواد أن تصل إلى المياه الجوفية عن طريق الأمطار، فعندما تصل إلى الإنسان مرة أخرى تكون ملوثة وغنية بالمواد المشعة الضارة التي تتسبب في إصابة الإنسان بالأمراض السرطانية والتشوهات.

6- تلوث الهواء

إن الغازات المنبعثة من الأسلحة المستخدمة في الحروب والمستخدمة في التدريب على هذه الحروب يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الهواء، وتسبب مباشرة بعد استنشاقها من قبل الإنسان أو الكائنات الحية المختلفة، حدوث طفرات جينية غير طبيعية وعيوب جينية وأمراض سرطانية.

7- تدهور النباتات والغابات

تدمر الحروب مساحة كبيرة جداً من الأراضي الصالحة للاستخدام الزراعي وتحولها إلى أراضٍ قاحلة غير صالحة للزراعة كما حدث في الحرب العالمية الثانية على الأراضي اليابانية وحرب فلسطين مع سوريا وحرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد سوريا.

تتأثر التربة بالمواد الكيميائية المستخدمة في الحروب مثل القنابل والصواريخ، مما يؤدي إلى إتلاف الأرض وموت الكائنات الحية فيها وتعرضها لمراحل التعرية المختلفة.

أعمال الحرب التي تؤثر على البيئة

هناك بعض التصرفات والسلوكيات التي تعتبر من النتائج المروعة للحروب في تدمير البيئة لأنها تؤثر على البيئة وحياة الإنسان فيها وطبيعته وسلوكه، وتظهر في ما يلي::

1- القنابل والأسلحة النووية

ويعتقد أن القنابل النووية لها التأثير الأكبر على البيئة بسبب الإشعاعات المختلفة التي يتم إطلاقها أثناء اختبار هذا النوع من الأسلحة. وتمتص التربة والماء والهواء هذه الإشعاعات التي تصل إلى الأرض المقصوفة على شكل موجة حر ضخمة تسبب انفجارا وانهيار كل المباني أو المنشآت أمامها.

كما أنها عندما تنفجر القنابل اليدوية فإنها تسبب خللاً في جينات الأجسام التي تمتص الإشعاع من الأشخاص أو الكائنات الحية المختلفة أو النباتات، فتعاني من خلل في عملية التمثيل الضوئي، يليه خلل في السلسلة الغذائية، انقراض العديد من الكائنات الحية ، وتأثيرها على الكائنات الأخرى.

2- تأثير القصف الجوي والبحري

ويؤثر القصف البحري والجوي على البيئة الضرورية لحياة الإنسان، فيدمر المرافق والمنازل والمدن التي يعيش فيها الناس والخدمات العامة التي يستخدمها الناس، من المستشفيات إلى الجسور إلى وسائل النقل والقطارات. ولذلك عانت بعض الدول من نتائج القصف لسنوات طويلة لأن ذلك القصف له تأثير مباشر.

لأن التفجيرات تستهدف المراكز التجارية والمباني الهامة والهيئات الحكومية والمناطق التي بها مجمعات سكنية كبيرة، حيث يتسبب ذلك في سقوط العديد من القتلى في المنازل وتدمير المرافق الخاصة بها.

3- الألغام المستخدمة في الحروب

تاريخياً، استخدمت الألغام لسرقة ونهب الأراضي ومنع السكان من البقاء فيها والاستثمار فيها والاستفادة منها. يوجد حوالي 85 مليون لغم حول العالم، وفي حالة انفجاره ستدمر الأرض وتضطرب، ولن يكون من الممكن الاستفادة منه مرة أخرى.

أسباب الحروب

هناك أسباب عديدة وراء شن الحروب وتحمل أثر الحروب على تدمير البيئة. وأسباب ذلك نوضحها في النقاط التالية:

1- أسباب وطنية

تهدف الحرب الوطنية إلى إخضاع طرف لسيطرة طرف آخر لإثبات التفوق. ويعتبر الانتقام أحد الأسباب القومية وهو نتيجة التعرض للظلم والرغبة في معاقبة فئة أخرى والشعور بالرضا عنها. الذي – التي.

وينتج عن ذلك سلسلة متتالية من الحروب القومية التي تهدف إلى استعادة الكرامة. لا يمكن إيقاف هذا المسلسل إلا بصعوبة، وترتبط معظم الحروب بقضايا قومية.

2- أسباب اقتصادية

هناك العديد من الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى اندلاع حروب كبرى للسيطرة على ثروات الدولة، وهذه الثروات مثل الثروة البشرية أو الثروة البترولية والمعادن المختلفة.

3- أسباب إقليمية

وتؤدي الأسباب الإقليمية إلى حروب كبرى للسيطرة على أجزاء إضافية، وتختلف العديد من الدول على مساحات الأراضي التي تتقاسمها وتحاول ضمها لزيادة مساحة الأرض.

أنواع الحروب

هناك العديد من أشكال الحرب التي تؤثر على البيئة، وهي:

  • الحروب الأهلية: تدور هذه الحروب داخل حدود الدولة نفسها، وتنشأ نتيجة للخلافات بين المجموعات المنقسمة داخل الدولة الواحدة. تعود هذه الانقسامات إلى أسباب دينية أو طائفية أو سياسية: عزلة فئة معينة والرغبة في الانقسام والاستقلال في بلد منفصل.
  • الحروب الدفاعية: في هذا النوع من الحروب، يجب على مواطني الدولة أو جيشها الدفاع عن أنفسهم ضد أي خطر خارجي.
  • الحروب الثورية: تبدأ هذه الحروب نتيجة تمرد مجموعة من الناس على الحكومة والرغبة في تحقيق أهداف اقتصادية معينة لا تستطيع الحكومات تنفيذها. ويتطور هذا التمرد إلى حروب ثورية ومن ثم إلى حروب أهلية.

الدول التي عانت من تبعات الحروب

هناك العديد من الدول التي عانت من تبعات الحروب فيما يتعلق بالتدمير البيئي، وهي ما يلي:

  • اليابان: من أكثر الدول التي عانت من آثار الحروب من حيث الدمار البيئي هي اليابان، وذلك بسبب قنبلتي هيروشيما وناغازاكي التي سقطت عليها خلال الحرب العالمية الثانية. ويعتبر هذا أول استخدام للأسلحة النووية، وقد أدت تلك القنبلة إلى خسائر فادحة في الأرواح والحيوانات، وحرائق الغابات، وتلوث جميع مصادر المياه السطحية.
  • أفريقيا: عانت أفريقيا باستمرار من الحروب، سواء كانت أهلية أو دفاعية، وعانت من المجاعات ومشاكل في الخدمات العامة والمياه والصرف الصحي.
  • روسيا والشيشان: تضررت منطقة الشيشان بشدة من الحرب، إذ تسرب النفط إلى أراضيها وتعرضت على إثرها للقصف. وقد تم دفن مخلفات المواد المشعة على أراضي الشيشان، مما أدى إلى تلوث البيئة والتربة هناك. ويوجد العديد من المسطحات المائية التي لا توجد فيها كائنات حية بسبب تلوثها بالمواد.
  • أفغانستان: تعاني دولة أفغانستان باستمرار من الإرهاب الذي يقتل الكثير من الناس ويلوث البيئة وموارد المياه الجوفية والسطحية.

هناك العديد من الأفعال غير الحروب التي يقوم بها الإنسان والتي تؤدي إلى تدمير البيئة، لذا يجب على الإنسان أن ينتبه إلى تصرفاته التي تنعكس عليه وتؤثر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى