رواية الحب في زمن الكوليرا

الحب في زمن الكوليرا هي إحدى الروايات العظيمة التي كتبها المؤلف الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، أحد أعظم الكتاب المعاصرين على مر العصور، وأحد رواد مدرسة الواقعية الرائعة في الكتابة التي تتميز بمزيج من الحقيقة والخيال في أحسن صورة، حتى يعيش القارئ. عقله وأطرافه منخرطة في أحداث الرواية، ولا تمر عليه مرور الكرام.

في هذا المقال سنتناول رواية الحب في زمن الكوليرا بالتفصيل، وسنحاول تلخيصها قدر الإمكان وعرض أحداث وأهم الاقتباسات من هذه الرواية.

الحب في زمن الكوليرا

تتلخص أحداث الرواية في رجل وامرأة تجمعهما قصة حب بدأت بينهما في سنوات المراهقة، واستمرت هذه المشاعر تنمو بينهما حتى وصل الحب بينهما إلى طريق مسدود بعد ثلاث سنوات من المواعدة. رسائل حب رقيقة، وما إلى ذلك.

في النهاية يترك “فلورنتينو أرسيا” حبيبته ويتزوجها من طبيب مشهور ورائع يدعى “جيفينال إيربينو”، وهو طبيب مشهور وذو اسم كبير في مجال الطب، وهو أيضًا من تفضل “فيرمينا دازا” تقديمه أعلاه ” فلورنتين أرسيا.”

لكن “فيرمينا دازا” أيضاً كانت لها أسبابها التي دفعتها إلى ترك “فلورنتينو” والزواج من شخص آخر. لقد كان عامل تلغراف بسيط ولم يكن لديه سوى الطعام ليومه، ولا يستطيع أن يفي بعهده معها إذا استمر الوضع على هذا النحو. لذلك اختارت “فيرمينا” الزواج من “جيفينال”.

أما “فلورنتينو” فقد فهم أسبابها، فبدأ رحلته من النضال والعمل الجاد ليصنع لنفسه اسما لامعا ويكسب الكثير من المال، تماما مثل ذلك الطبيب الذي تزوجته “فيرمينا”.

ظل فلورنتينو على هذه الحالة لمدة خمسين عامًا، محاولًا أن يتمكن من الزواج من فيرمينا دازا، حتى جاء اليوم الذي طال انتظاره، يوم وفاة زوج فيرمينا، جوفينال.

وحالما سمع فلورنتينو الخبر، سارع ليتقدم لخطبتها في نفس يوم وفاة زوجها. كان رد فيرمينا المتوقع هو توجيه وابل من الإهانات وطرده.

فهل سيطر اليأس على فلورنتينو بعد ذلك الحادث؟

ولم ييأس فلورنتينو عندما حدث ذلك، لذلك توصل إلى طرق مجدية للتقرب من امرأة عاشت حتى السبعين من عمرها.

ففكر في استعادة ذكرياته معها وإحيائها بإرسال رسائل عاطفية لها، كما فعل معها قبل خمسين عاما، لكنه فكر في هذا مرة أخرى ووجده غير مجدي بالنسبة لامرأة أكبر سنا في السبعينات من عمرها.

وبدأ بإرسال عبارات ومقولات عن الشيخوخة والآخرة ونهاية العمر وكل الأقوال والحكم التي تناسب عمرها.

نجحت هذه الخطة في جذب انتباه فيرمينا، واكتفت بكون فلورنتينو صديقها العزيز بعد سنوات من القطيعة وعدم اللقاء. لكن كان لفلورنتينو رأي مختلف في هذا الشأن، إذ كان لا يزال يرى في فيرمينا حبيبته التي أحبها منذ خمسين عامًا. ووعدها بأن يقضيا حياتهما كلها معًا.

لكن الريح تجلب دائما أشياء لا ترغب فيها السفن. كان لدى فرمينا ابن كان سعيدًا لأن والدته وجدت من يعوضها عن فقدان والده. كان لديها أيضًا ابنة اعتقدت أن ما فعلته والدتها لم يكن سوى عمل أحمق لا يليق بشخص في عمرها.

وظل الوضع على ما هو عليه حتى طردت ابنتها فيرمينا من منزلها.

وبعد تلك الحالة التي تم فيها طرد “فلورنتينو” من منزلها، ذهبت في رحلة مع “فلورنتينو” على متن سفينة نهرية تابعة للشركة التي يعمل بها “فلورنتينو”، وفي هذه الرحلة انتعشت مشاعر الحب من جديد. مرة أخرى في قلب “فيرمينا”، كان ذلك. إنها مسنة بعد أن بلغت السبعين من عمرها، لكن فلورنتينو يخدع كل من كان على متن السفينة ليعتقد أن السفينة تحتوي على وباء الكوليرا الذي قضى على ملايين الأشخاص خلال الحرب. هذا فقط حتى يتمكن من أن يكون بمفرده مع حبه ويواصل رحلته معها على هذه السفينة.

وتنتهي الرواية بهما على متن السفينة وقد تعاهدا على أن يحبا بعضهما البعض إلى الأبد، حتى لو كان عمرهما وشعرهما الرمادي لا يسمحان بذلك، حتى يصلا إلى مرحلة الحب الأبدي.

من هو غابرييل غارسيا ماكيز؟

في اليوم السادس من شهر مارس من عام 1927، في مدينة أركاتاكا بكولومبيا، ولد غابرييل غارسيا ماركيز، الذي كتب اسمه فيما بعد كواحد من أفضل الكتاب الأدبيين على مر العصور، لكنه قضى معظم حياته في أوروبا. ومكسيكو سيتي، عاصمة المكسيك.

عمل ماركيز روائيًا وصحفيًا، كما عمل لفترة كناشط سياسي.

ويعتبر ماركيز أشهر روائي عالمي في الخمسين سنة الماضية. حصل ماركيز على جائزة نوبل في الأدب عام 1982، تقديراً لمساهمته في إثراء الأدب العالمي مراراً وتكراراً برواياته وقصصه القصيرة.

بدأ ماركيز حياته كصحفي، حيث كان يبحث ويكتب عن أخبار مدينته وبلده. ثم عمل مراسلاً لصحيفة في إحدى محطات التلفزيون الكولومبية، وبقي كذلك حتى قرر الانضمام إلى صفوف الروائيين والسير على خطاهم. كتب روايته الأولى «الأوراق الذابلة» عام 1955، لكنها لم تكتسب شهرة كبيرة الآن.

وتتابعت رواياته حتى نشر روايته الأولى عام 1967 بعنوان «مئة عام من العزلة»، والتي نالت إعجاب العديد من النقاد والكتاب والقراء.

وبعد ذلك توالت منشوراته الواحدة تلو الأخرى. أصدر رواية «خريف البطريرك» عام 1975، ثم تبعها رواية «سجلات موت معلن» عام 1981، ثم نشر رواياته «الحب في الحب». زمن الكوليرا” والذي كان موضوع حديثنا اليوم عام 1985.

لم يكن ماركيز روائيًا أو صحفيًا فحسب، بل كان أيضًا سياسيًا مخضرمًا ومبعوثًا للسلام بين طرفي الصراع في وطنه “كولومبيا”. شارك في العديد من محادثات السلام، مثل تلك التي جرت بين الحكومة الكولومبية و’جيش التحرير الوطني الكولومبي‘، والعديد من الأعمال الأخرى لإحلال السلام بين أطراف الصراع في بلاده وجعلها دولة مستقرة سياسياً، مما جعلها مما جعله من أبرز الشخصيات السياسية والإعلامية، ليس في كولومبيا فقط. بل في قارة أمريكا اللاتينية بأكملها.

وفاة غابرييل غارسيا ماركيز

في اليوم السابع عشر من أبريل من عام 2014، فقدت كولومبيا أحد أروع الكتاب والسياسيين على الإطلاق، توفي “ماركيز” متأثرًا بمرض هاجم رئتيه مؤخرًا في العاصمة المكسيكية. “المكسيك” حتى مات هناك ومثلت كولومبيا الرئيس. الدولة تنعي روح هذا الشخص العظيم. وقال رئيس الجمهورية الكولومبية آنذاك، خوان مانويل سانتوس، في كلمته عن روح ماركيز: “ألف عام من العزلة والحزن على وفاة أعظم كولومبي في التاريخ؛ هؤلاء العمالقة لا يموتون.”

اقتباسات من الرواية

  • “ما يؤلمني في الموت ليس الموت من أجل الحب.”
  • “كانت تقابله دائمًا دون أن تدعي أنها تحبه، دون أن تطالبه بأن يحبها، بل على أمل أن تجد شيئًا يشبه الحب، ولكن دون مشاكل الحب”.
  • “سرعان ما أدركت أن رغبتها في نسيانه كانت الدافع الأقوى لتذكره.”
  • “لا يولد الناس دائمًا في اليوم الذي تلدهم فيه أمهم، لكن الحياة تجبرهم على ولادة أنفسهم مرارًا وتكرارًا.”
  • “الجروح التي لا تشفى بسرعة تبدأ بالنزيف من جديد وكأنها جروح الأمس.”
  • “الحكمة تأتينا في وقت لا فائدة فيه.”

وبهذا ننتهي من موضوعنا لهذا اليوم. ونأمل أن نكون قد وفقنا في تقديم هذه المعلومات البسيطة لكم عن الرواية ومؤلفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى