خبير أمني يكشف: التواجد الإسرائيلي في أرض الصومال يفاقم الصراع الجيوسياسي ويهدد الأمن العربي
أكد اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني في شؤون الأمن القومي العربي، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في منطقة القرن الإفريقي، وتحديدًا في إقليم أرض الصومال، تمثل خطوة جريئة وغير متوقعة. ومع ذلك، فإن التواجد الإسرائيلي في الإقليم يعود إلى تسعينات القرن الماضي، وقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في إطار تعزيز النفوذ والتحالفات الإقليمية والدولية.
دوافع التحركات الإسرائيلية
وأوضح «عبد الواحد» في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج «بالورقة والقلم» المذاع على فضائية «Ten»، أن إسرائيل تستغل الفرص المتاحة في مناطق النفوذ الحيوي. تسعى إلى توسيع حضورها في إقليم أرض الصومال ضمن دوافع معقدة تشمل تعزيز التحالفات وبناء قواعد نفوذ جديدة تخدم مصالحها الاستراتيجية. هذه العمليات قد تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وتمتد آثارها إلى مناطق حساسة في القرن الإفريقي.
الصراع الجيوسياسي وتأثيره
وأشار إلى أن هذا التواجد يأتي في إطار صراع جيوسياسي متصاعد، قد يؤدي إلى إقامة تحالفات غربية جديدة والسيطرة على المنافذ البحرية الاستراتيجية. وأكد أن أي اعتراف بإقليم أرض الصومال أو دعم لانفصاله يشكل انتقاصًا واضحًا من السيادة الصومالية، مما يعزز من تفكك دولة تعاني أصلًا من الهشاشة وضعف الحوكمة وانتشار الفقر.
محاذير من الانفصال
ولفت الخبير الأمني إلى أن الإقليم شهد نماذج خطيرة سابقًا للتقسيم والانفصال، كما حدث في جنوب السودان. محذرًا من أن تشجيع الانفصال في أرض الصومال قد يفتح الباب أمام تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة وعمليات التهريب والقرصنة. بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى البعض للسيطرة على موانئ استراتيجية مثل ميناء عَصَب، مما يعكس تناقضًا واضحًا في مفاهيم السياسة الخارجية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بشعارات حل الدولتين واحترام السيادة.
دعوة لموقف عربي موحد
وشدد اللواء محمد عبد الواحد على ضرورة تبني موقف عربي موحد إزاء هذه التطورات. مؤكدًا أن ما تقوم به إسرائيل يتعارض مع ميثاق الاتحاد الإفريقي الذي ينص على احترام الحدود الموروثة عن حقبة الاستعمار، ويتنافى أيضًا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. محذرًا من أن الصمت العربي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.